السبت، 21 يوليو 2012

لا يمكن إيقاف الزمن ولا يمكن العودة به للخلف


إخوتنا ، أحبتنا في الأجهزة الأمنية الجمعية القمعية 
تحية محبة وبعد 

قدمت أحداث العالم في فترة وجيزة مما شهدتم وشهدنا دروسا مجانية للجميع في دورة مكثفة كان ينبغي للجميع الاستفادة منها ، لكن علّ المانع خير !
ربما انشغلتم بتخطيط مشاريع القمع الحالية عن مشاهدتها 
إخوتنا ، أحبتنا :
لا يمكن إيقاف عجلة الزمان ولا العودة به للخلف قولا واحدا ، كما لا يمكن العودة بعمان إلى سالف عهدها الذي قد يبدو لكم استقرارا مرضيا وقد يبدو لنا غير ذلك
لا يمكن العودة بالشعب لفترة ترقب وانتظار المعرفة والأخبار من فم مذيع نشرة العاشرة ثم الانشغال بلقمة العيش حتى اليوم التالي
لقد كبرت القرية و أشرعت ألف نافذة ميسرة للمعرفة واتسعت دائرة الوعي واستيعاب الحدث الداخلي والخارجي لدى شريحة كبيرة من شباب عمان
وفق كل هذه المتغيرات صار البحث عن وسائل جديدة ضرورة ملحة للجميع
وقد تعبنا لابتكار وسائل أردنا بها توصيل أفكارنا إليكم بما أنكم حلقة وصل ( إلزامية ) لسلطان البلاد
للأسف لم تجد وسائلنا نفعا ولا حتى سمعا
إخوتنا ، أحبتنا في الأجهزة الأمنية
ندرك تماما صعوبة إدراك ما حدث من متغيرات في زمن وجيز نسبيا قد يكون أسلمكم للفزع وأقنعكم بالقمع وسيلة لم تعرفوا غيرها لتحقيق ما تحسبونه استقرارا وما نؤمن بأنه قمع
لقد ثبت من كل ما شاهدنا من تجارب غيرنا ممن تفوقوا عليكم في ابتكار القمع بمختلف أشكاله أنه لم يجد نفعا وقد ودّ الذين هلكوا لو أن لهم كرة ليكونوا من المتحاورين المؤمنين بالشعوب وبقدرتها على التغيير ما إن ينقطع حبل الصبر على تجاهل الصوت وأحلام الشباب
ألم يحن الوقت لتجربة تواصل الأفكار بعد ؟ !
أحبتنا ، إخوتنا في الأجهزة الأمنية
إن ما يحدث حاليا لا يصعب إدراكه
إننا نشعر بالحزن لما تحسبونه حفظا للأمن ، وما تفترضون ( من أخلص منكم ) أنه أجدى وأنفع

كيف يمكن للفزع والكبر أن يسلمكم لغرور تحسبون معه أنكم انتصرتم عبر ما نرى من حملات اعتقالات منظمة عشوائيا ؟
لا تستهينوا بقدرة الشباب على استيعاب المشهد الحالي ، ولا يأخذنكم الغرور بسلطة المسؤول وتنفذ القادر فتقعون في شرك لن يفضي إلا إلى تهلكة ، وإن تبدى عكس ذلك ، ما هكذا تورد يا قوم الإبل !
الحجر الذي تحسبون أنه ضربَ سربَ عصافير لن يصل لأي سلام وإن وصل إلى حالة ثبات فهي مرحلية وهمية
أهداف التخطيط لهذه المرحلة وفق قراءة محتملة هي :
- إخراس أصوات الناطقين وأنصاف الناطقين بل وحتى مشاريع الناطقين عبر اعتقالات متتابعة لا تلقي بالا إلا إلى تنفيذ أوامر بطريقة آلية هدفها التخلص من صخب قد يثيره هؤلاء وقد يؤذي ويزعج طاولة النقاش والتخطيط لما سيأتي

- شغل الرأي العام الخارجي والرأي العام الداخلي بكل هذا الصخب المرافق للاعتقالات وتمطيط فترة الحجز والمحاكمات بين إفراج وإثبات تهم وابتكار تهم وتلكؤ بين براءة واتهام لا بأس بها كلها إضافة إلى إثارة مواضيع إشكالية أخرى تدعم فكرة شغل الرأي العام عن مسرح وضع خطة الغد لعمان وإقصاء البعض من المشاركة به

- التركيز في وضع خطوط المربع أو المستطيل الذي سيوضع به كل الناقدين وينبغي أن يكون مقنعا للداخل والخارج ، لن يكون المسمى " إخوانيا " هذه المرة ولا "مذهبيا " ستنبئ الفترة القادمة عن إعلان تنظيم يوضع به كل أو معظم المعتقلين في هذه الفترة ويبدو من حملات التشهير أنه سينحو منحى أخطر قد يكون تهمة بتنظيم ممول خارجيا أو شيء من هذا القبيل

- خلف كل ذلك هنالك خلية نحل يختلط فيها الحابل بالنابل سعيا لتأطير المرحلة القادمة وفق كل إفرازات المرحلة الماضية واستغلال معطياتها من صمت وصخب وصراع وتغيير وتبديل وتحريك ونسأل الله أن يرتفع بها منسوب الإخلاص لعمان إن لم يكن من حدوثها بد

في ختام كل هذه السلسلة من الأحداث سنسمع بالعفو الذي لن يَجُبَّ ما سبقه أبدا

إخوتنا ، أحبتنا في الأجهزة الأمنية
رفقا بهذا الوطن فإن سخاء طيبة أهله ستنضب جرّاء جدب الموسم وعجاف الوعود الماضية ، فلا تركنوا للقوة في المركز وأدركوا ما تبقى من ثمالة هذا الصبر وليكن بينكم رجل رشيد يهدي إلى المحبة

حفظ الله عمان وشعبها

المبادرة الإنسانية للمطالبة بالإفراج عن معتقلي المظاهرات في سلطنة عمان

2 يوليو 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق